مثلث السعادة

السعادة هي شعور داخلي يجتاح الانسان ليشعره بالفرح والحبور.
ومن وجهة نظر غربية أن لها ثلاثة أضلاع وهي الصحة والمال والفراغ ولكن هذه الأضلاع -عادة- لا تتوفر جميعاً فالانسان في بداية عمره تتوفر له الصحة والفراغ ثم في مرحلة الثلاثينات والاربعينات قد يتوفر له المال بجانب الصحة ولكن يكون مشغولا بجمع المال ثم تأتي المرحلة الأخيرة من عمره الخمسينات والستينات ويفقد الصحة ليجد المال والفراغ وبناء على مقولة أجنبية اطلعت عليها فإن الاضلاع الثلاثة لا تتوفر سى لـ 2% من سكان المعمورة.

فهل من المعقول أن لا يشعر بالسعادة سوى النز اليسير من البشر. فأنا هنا أقول بملء الفم لا فالسعادة لدينا يا سادة غير ذلك تماما فهذا إبراهيم بن ادهم ينام في أحد ارصفة الكوفة يفترش الأرض ويلتحف السماء قائلاً والله لو علم الملوك وابناء الملوك ما نحن عليه من النعيم لجالدونا عليه بالسيوف.

فما الذي جعله يشعر هذا الشعور في ظل غياب المال عنه ، انه القرب من الغني الحميد . وصدق نبي الرحمة حين قال " من بات آمنا في سربه معافىً في بدنه معه قوت يومه فقد حيزت له الدنيا" أو كمال قال صلى الله عليه وسلم.

فمكمن السعادة القرب من الله عز وجل والتذلل والتعبد له فاللهث وراء المال لا يجلب الا الشقاء اذا لم يؤخذ بعين الاعتبار التعبد للمولى فيه.

السعادة هي السمو والتطلع للاعلى واحتقار الدنيا بما فيها السعادة هي العمل ليوم السعادة "قال تعالى " فنهم شقي وسعيد"

فما اسعد من زحرح عن النار وادخل الجنه وما اشقى من أدخل النار ونال عضب الجبار . السعادة هي قيام ليل وصيام يوم حر وحج ومكابدة وقراءة قرآن وانفاق مال وحمل هموم الأمة قاطبة . " فمن بات ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"

في الأخير دعوة للعيش في ظل السعداء في كنف الجبار فالدنيا قصيرة فانية.